التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الغلام العارف بالله

(
عن الشيخ فتح الموصلي رضي الله تعالى عنه) قال: رأيت في البادية غلام لم يبلغ الحلم يمشي ويحرك شفتيه، فسلمت عليه فرد السلام، فقلت له: الى أين يا غلام؟ فقال الى بيت الله الحرام، فقلت له: بماذا كنت تحرك شفتيك؟ قال بالقرآن، فقلت إنك غلام ولم يجر عليكَ قلمُ التكليف!! قال: رأيت الموت يأخذ من هو أصغر مني سناً، فقلت خطواتك قصيرة وطريقك بعيد، فقال:إنما علي نقل الخطا، وعلى الله البلاغ فقلت: أين الزاد والراحة؟ فقال: زادي يقيني، وراحتي رجلاي، قلت: اسألك عن الخبز والماء، فقال يا عماه أرأيت لو دعاك مخلوق إلى منزله أكان يجمل بك أن تحمل معك زادك؟ فقلت لا؟ قال: إن سيدي دعا عباده إلى بيته و أذن لهم في زيارته، فدفعهم ضعف يقينهم على حمل أزوادهم، و إني استقبحت ذلك، فحفظت الأدب معه، أفتراه يضيعني؟ فقلت كلا وحاشا لله، ثم غاب عن عيني فلم أره إلا بمكة، فلما رآني قال: يا شيخ أنت للآن على ذلك الضعف في اليقين.؟ ثم قال: مالك العالمين ضامن رزقي.. فلماذا أكلف الخلق رزقي قد قضى لي بما علي ومالي.. مالكي في قضائه قبل خلقي صاحب البذل و الندى في يساري.. ورفيقي في عسرتي حسن صدقي فكما لا يرد عجزي رزقي.. فكذا لا يجر رزقي حذقي ........... فسبحان الله (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب)صدق الله العظيم

تعليقات

إرسال تعليق